كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



61- فالتفت يسوع ونظر إلى بطرس فتذكر كلامه إذ قال: إنك قبل أن يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرات.
62- فخرج بطرس وبكى بكاءً مرًا.
63- وكان الرجال الذين قبضوا عليه يهزؤون به ويضربونه.
64- وغطوه وطفقوا يلطمونه ويسألونه قائلين: تنبأ من الذي ضربك.
65- وأشياء آخر كانوا يقولونها عليه مجدفين.
66- ولما كان النهار اجتمع شيوخ الشعب ورؤساء الكهنة عليه ليميتوه وأحضروا إلى محفلهم.
67- وقالوا: إن كنت أنت المسيح فقل لنا، فقال لهم: إن قلت لكم لا تؤمنون.
68- وإن سألتكم لا تجيبوني ولا تطلقوني.
69- ولكن من الآن يكون ابن البشر جالسًا عن يمين قدرة الله.
70- فقال الجميع: أفأنت ابن الله، فقال لهم: أنتم تقولون إني أنا هو.
71- فقالوا ما حاجتنا إلى شهادة إنا قد سمعنا من فمه.
فأوثقوه، وأما يهوذا الأسخريوطي الدافع، لما رأى يسود قد دِينَ ندم ومضى فأعاد الثلاثين الفضة إلى رؤساء الكهنة قائلًا: لقد أخطأت بتسليم دمًا زكيًا، فقالوا له: ما علينا أنت أخبر، فطرح الفضة في الهيكل وذهب فخنق نفسه، وأما رؤساء الكهنة فأخذوا الفضة وقالوا لا يحل لنا أن نضعها في بيت التقدمة لأنها ثمن دم.
1- ثم ذهب جميع جمهورهم ومضوا بيسوع إلى بيلاطُسَ.
2- وطفقوا يشكونه قائلين: إنا وجدنا هذا يفسد أمتنا ويمنع من أداء الجزية لقيصر ويدعي أنه هو المسيح الملك.
3- فسأله بيلاطُس قائلًا: هل أنت ملك اليهود؟ فأجابه قائلًا: أنت قلت.
4- فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة وللجموع: إني لم أجد على هذا الرجل علة.
5- فلجّوا وقالوا: إنه يهيج الشعب إذ يعلم في اليهودية كلها مبتدئًا من الجليل إلى هنا.
6- فلما سمع ببلاطس ذكر الجليل سأل: هل الرجل جليلي.
7- ولما علم أنه من إيالة هيرؤدس أرسله إلى هيرؤدس وكان في تلك الأيام في أورشليم.
8- فلما رأى هيرؤدس يسوع فرح جدًا لأنه من زمان طويل كان يشتهي أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة ويرجو أن يعاين آية يصنعها.
9- فسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء.
10- وكان رؤساء الكهنة والكتبة واقفين يشكونه بلجاجة.
11- فازدراه هيرؤدس مع جنوده وهزأ به وألبسه ثوبًا لامعًا وردّه إلى بيلاطيس.
12- وتصادق هيردؤس وبيلاطُس في ذلك اليوم، وقد كانا من قبل متعاديين.
13- فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب.
14- وقال لهم: قد قدمتم إليّ هذا الرجل كأنه يفتن الشعب، وها أنا قد فحصته أمامكم فلم أجد على هذا الرجل علة مما تشكونه به.
15- ولا هيرؤدس أيضًا لأني أرسلتكم إليه وهو ذا لم يُصنع به شيء من حكم الموت.
16- فأنا أؤدبه وأطلقه.
17- وكان لابد له أن يطلق لهم في كل عيد رجلًا.
18- فصاحوا كلهم جملة قائلين: ارفع هذا وأطلق لنا بَرْأبّا.
19- كان ذاك قد ألقي في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتلٍ.
20- فنادم بيلاطس مرة أخرى وهو يريد أن يطلق يسوع.
21- فصرخوا قائلين: اصلبه، اصلبه.
22- فقال لهم مرة ثالثة: وأي شر صنع هذا؟ إني لم أجد عليه علة للموت فأنا أؤدبه وأطلقه.
23- فألحوا عليه بأصوات عالية طالبين أن يصلب واشتدت أصواتهم.
24- فحكم بيلاطس أن يُجْرَي مطلبهم.
25- فأطلق لهم الذي طلبوه ذاك الذي ألقي في السجن لأجل فتنة وجلد يسوع بالسياط وأسلمه ليصلب.
قال مفسروهم: ولذا يظهر أن اللصين اللذين صلبا معه جلدا أيضًا، والجلادون كانوا ستين نفرًا، وأرشاهم اليهود ليميتوه بالجلد خشية أن يطلقه بيلاطس ونزعوا ثيابه وألبسوه لباسًا قرمزيًا وضفروا إكليلًا من شوك العوسج، ووضعوه على رأسه، وأنشبوا في رأسه عنفًا أشواكه الحادة، ومن هنا أخذت الكنيسة العادة على إبقاء إكليلًا من شعر في رأس الكهنة تذكارًا لإكليل المسيح الشوكي، ثم جثوا على ركبهم مستهزئين به وقائلين: السلام يا ملك اليهود وتناولوا قصبة يضربون بها رأسه، ولما هزؤا به نزعوا ذلك اللباس وألبسوه ثيابه واستقاوه ليصلب، وكان يتقدمه مُبَوّق يدعو الشعب إلى هذا المنظر بحسب عادة اليهود، وخشبة الصلب على منكبيه.
32- وانطلق معه بآخرين مجرمين ليُقتلا.
ولما بلغوا إلى المكان المسمى الجمجمة صلبوه هناك هو والمجرمين، أحدهما عن اليمين والآخر عن اليسار.
وناولوه خلًّا بمرارة أو خمرًا ممزوجًا بعلقم بعد أن طلب الماء فذاقه ولم يشرب.
ولما صلبوه بالمسامير وبالحبال معها، وكانت المسامر في راحة اليدين والرجلين، ضربوا جنبه بالحرية فنفذت من صدره، وفي الصليب محل يسند إليه رجليه، واقتسموا ثيابه بالقرعة وهي ثلاثة: القميص والرداء والجبة، ولم يكن يلبس السروال كعادة تلك البلاد، وجلسوا هناك يحرسون لئلا يسرقه أحد.
وكان الشعب واقفين ينظرون، والرؤساء يسخرون منه معهم قائلين: قد خلص آخرين فليخلص نفسه إن كان هو مسيح الله المختار.
36- وكان الجند أيضًا يهزؤون به.
37- وقائلين: إن كنت أنت ملك اليهود فخلص نفسك.
38- وكان عنوان فوقه مكتوبًا بالحروف اليونانية واللاتينة والعبرانية: هذا هو ملك اليهود.
44- ولما كان نحو الساعة السادسة حدثت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة.
45- وأظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه.
46- ونادى يسوع بصوت عظيم قائلًا: إيل إيل لِمَ شبقتني؟ أي: إلهي إلهي لم ذا تركتني؟ فكان أناس من القائمين يقولون: دعوا ننظر هل يإتي إيليا فيخلصه، ثم صرخ أيضًا بصوت عالٍ وأسلم الروح.
47- فلما رأى قائد المائة ما حدث مجد الله قائلًا: في الحقيقة كان هذا الرجل صديقًا.
48- وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين على هذا المنظر، لما عاينوا ما حدث، رجعوا وهم يقرعون صدروهم.
49- وكان جميع معارفه والنساء اللواتي تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك.
50- وإذا برجل اسمه يوسف وهو صالح صديق.
51- ولم يكن موافقًا لرأيهم وعملهم.
52- فدنا إلى بيلاطس وسأله جسد يسوع فأعطاه إياه.
53- فأنزله ولفه في كتان ووضعه في قرب منحوت لم يكن وضع فيه أحد.
54- وكان يوم التهيئة أي: الجمعة وقد أخذ السبت يلوح.
وفي يوم السبت اجتمع عظماء الكهنة عند بيلاطس قائلين له: قد تذكرنا أن ذاك المضل كان يقول وهو حيّ: إني أقوم بعد ثلاثة أيام، فمر أن يحرسوا القبور حتى اليوم الثالث، لئلا يأتي تلاميذه فيسرقوه ليلًا ويقولوا للشعب: إنه قام من بين الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة شرًا من الأولى، فأمر لهم بجنود يحرسونه وحصنوا القبر وختموا الحجر مع الجنود، وفي عشية السبت المسفر صباحه عن الأحد أتت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظر القبر.
قال مفسروهم: إن هذه الآية أتعبت العلماء في تفسيرها والتوفيق بين أجزائها وبين أقوال باقي الإنجيلين. انتهى.
وإذا بزلزلة عظيمة قد ضارت لأن ملك الرب انحدر من السماء، وكان الملك جبريل ظهر بهيئة شاب وجاء فدحرج الحجر عن باب القبر وجلس فوقه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج، ومن الخوف منه اضطرب الحراس وصاروا كالأموات.
فقال للنسوة: لا تخفن، فقد عرفت أنكن تطلبن يسوع المصلوب، إنه ليس ههنا، فإنه قد قام.
وقال لوقا:
55- كانت النساء اللواتي أتين معه من الجليل، يتبعن، فأبصرن القبر وكيف وضع فيه جسده.
56- ثم رجعن وأعددن حنوطًا وأطيابًا، وفي السبت قررن على حسب الوصية.
1- وفي أول الأسبوع باكرًا جدًا أتين إلى القبر وهن يحملن الحنوط الذي أعددناه.
2- فوجدن الحجر قد دحرج عن القبر.
3- فدخلن فلم يجدن جسد يسوع.
4- وبينما هن متحيرات في ذلك إذا برجلين قد وقفا عندهن بلباس برّاق.
5- وإذ كن خائفات ونكسن وجوههن إلى الأرض قالا لهن: لماذا تطلبن الحي بين الأموات.
6- إنه ليس هاهنا لكنه قام، اذكرن كيف كلمكن وهو في الجليل.
7- إذ قال إنه ينبغي لابن البشر أن يُسلم إلى أيدي أناس خطأة ويصلب ويقوم في اليوم الثالث.
فذكرن كلامه.
ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله.
وقلن لهم: قد أخذوا يسوع من القبر ولا نعلم أين وضعوه.
10- ومريم المجدلية وحنة ومريم أم يعقوب وأخر معهن هن اللواتي أخبرن الرسل بهذا.
فكان عندهم عند الكلام كالهذيان ولم يصدقوهن.
12- فقام بطرس وأسرع إلى القبر وتطلع فرأى الأكفان موضوعة على حدة فانصرف متعجبًا في نفسه مما كان.
13- وإن اثنين منهم كانا سائرين في ذلك اليوم إلى قرية اسمها عِمّاوْسُ بعيدة عن أورشليم ستين غلوة.
14- وكانا يتحادثان عن تلك الحوادث كلها.
15- وفيما هما يتحادثان ويتساءلان دنا منهما يسوع نفسه وكان يسير معهما.
16- ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته.
17- فقال لهما: ما هذا الكلام الذي تتحاوران فيه وأنتما سائران مكتئبين.
18- فأجاب أحدهما: أفأنت غريب في أورشليم ولم تعلم ما حدث بها في هذه الأيام.
19- فقال لهما: وما هو؟ قالا له: ما يخص يسوع الناصري الذي كان رجلًا نبيًا ذا قوة في العمل والقول أما الله والشعب كله.
20- وكيف أسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه.
21- واليوم هو اليوم الثالث لحدوث ذلك.
22- إلا أن نساء منا أدهشننا لأنهن بكرن إلى القبر.
23- فلم يجدن جسده فأتين وقلن: إنهن رأين مظهر ملائكة قالوا إنه حي.
24- فمضى قوم من الذين معنا إلى القبر فوجدوا كما قالت النساء لكنهم لم يروه.
25- فقال لهما: يا قليلي الفهم وبطيئي القلب في الإيمان بكل ما نطقت به الأنبياء.
26- أما كان ينبغي للمسيح أن يتألم هذه الآلام ثم يدخل إلى مجده.